السنيورة: يجب أن نكون حريصين على الحفاظ على وحدتنا

 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في بكركي، الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد من لقاء الأزهر ووثيقة الأخوة الإنسانية للتهنئة بالأعياد، وكانت مناسبة لعرض الأوضاع الراهنة.


وضم الوفد  الوزيرين السابقين الدكتور خالد قباني وأحمد فتفت، والنائب الدكتور بلال الحشيمي، والنائبين السابقين الدكتور فارس سعيد والدكتور مصطفى علوش، والدكتور أنطوان مسرة، والدكتورة لينة التنير ومحمد السماك.


بعد اللقاء، قال الرئيس السنيورة: "تمنينا لغبطته سنة مباركة، وأن يحمل العام الجديد السلام ونستعيد فيه النهوض السياسي والاقتصادي والمعيشي للبنانيين والمنطقة العربية ككل، وأملنا ان تتحد جميع الجهود كي نتجاوز جميع المشاكل الكبيرة التي نعاني منها".


اضاف: "نتذكر أيضاً في هذه المناسبة، ما يجري في غزة من أعمال إجرامية وإبادة جماعية أوقعت هذا العدد الكبير من الضحايا الشهداء الذين سقطوا. ونؤكد في هذه المناسبة أهمية أن يبقى لبنان بعيداً عن الاستدراج إلى هذه المعارك العسكرية".


وتابع: "لطالما وقف لبنان إلى جانب القضية الفلسطينية ولا يزال اللبنانيون حريصون على أن يستعيد الفلسطينيون حقهم الطبيعي بدولة ووطن مستقل، لكن في نفس الوقت، اللبنانيون عانوا الأمرين والآن هم حريصون على ألا يستدرج بلدهم إلى هذه المعركة العسكرية التي لن تغير شيئاً أساسياً إذا انخرط لبنان في التوازنات العسكرية والتي ستلحق به دماراً كبيراً".


وأردف: "لا أقول هذا الكلام من أجل التهويل فلبنان ما زال يعاني من آثار العدوان الإسرائيلي في العام 2006، كما من ثلاث أزمات مترافقة مع بعضها وهي أن لبنان لا يزال غير قادر على انتخاب رئيس للجمهورية واستعادة المؤسسات الدستورية، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية الخطرة جداً والتي تضغط على اللبنانيين وكذلك أزمة النازحين السوريين. هذه الأزمات لا تسمح للبنان بأن يخوض معركة عسكرية في حين يحاول البعض استدراجه، لا سيّما أن الرؤوس الحامية والتطرف الإسرائيلي يود ان يدفع بلبنان إلى خوض هذه المعركة".


وقال: "في العام 2006 كان لدينا ما يسمى بشبكة أمان حيث استطاع لبنان ان يتخطى النتائج السلبية للاجتياح الإسرائيلي آنذاك، وهذه الشبكة غير متوفرة الآن، وهذا الامر ينبغي أن يتولد عن موقف وطني عام يدفعنا باتجاه الحرص على عدم الانزلاق ولكن يستطيع لبنان مع اشقائه العرب الدفع باتجاه دعم القضية الفلسطينية سياسياً وديبلوماسياً وإعلامياً، وهذا ما يمكن أن يقوم به من أجل حماية اللبنانيين".


أضاف: "لبنان كان يقوم على مقولة أن قوته في ضعفه، وآخرون يقولون إن قوته في مقاومته، والحقيقة أن قوة لبنان هي في وحدة أبنائه وحماية الوحدة الوطنية وتعزيزها، هذا ما يدفع بلبنان الى ان ينهض ويحقق ما يصبو اليه ابناؤه".


وتابع: " الجميع يعلم أننا لم ننتخب رئيساً للجمهورية، والرئيس بحسب الدستور هو رئيس الدولة وكل السلطات ورمز وحدة الوطن لا فريقاً لفئة من اللبنانيين بل لجميعهم والسلطات وهو الحامي للدستور والذي يحرص على توازن السلطات والتنسيق في ما بينها، وهو فوق جميع كل السلطات، ويجب أن ننتبه ولا نقزم دور الرئيس لنجعله لاهثاً وراء مناصب أو وظيفة. رئيس الجمهورية هو الذي يجمع اللبنانيين فيشعرون جميعاً أنه هو الحامي لهم. هذا هو رئيس الجمهورية الذي يجب أن نحرص عليه في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية والعالم".


وقال: "مقابل ما نحسه مما يسمى بالتشنجات والتعصب الذي بدأ يغزو الكثير من دول العالم، فإن لبنان القائم على فكرة العيش المشترك وتقبل الآخر هو النموذج الصحيح الذي يمكن أن نعطيه ليس فقط بوصفنا لبنانيين بل للمنطقة العربية وللعالم، وهذا ما يجب أن نحرص عليه ونستعيد سيادة الدستور والقانون، وبالتالي نستعيد ثقة اللبنانيين بالمستقبل".


أضاف: "في ظل ما تشهده المنطقة العربية من تسويات يجب أن نكون حريصين على الحفاظ على وحدتنا وبلدنا والتزامنا بأحكام الدستور واستعادة الدولة السيدة الحرة والمستقلة التي تبسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية، ولا قوة إلا قوة الدولة اللبنانية".


وردا على سؤال قال الرئيس السنيورة: "إن التفاهم مع حزب الله على انتخاب رئيس يتم على أساس أن يكون الرئيس المقبل رئيساً لكل لبنان، رئيساً يشعر كل لبناني بأنه فعليا يضمن له حريته وسيادته واستقلاله".


وعما إذا فرض "حزب الله" رئيساً، قال: "أعتقد أن حزب الله لا يستطيع أن يفرض رئيساً على اللبنانيين، وهذا الأمر يجب أن يكون واضحاً. نحن لا نقول رئيساً يحابي فريقاً من اللبنانيين، بل على العكس، يجب أن يشعر حزب الله وباقي الأحزاب وكل اللبنانيين بأن هذا الرئيس هو الذي يحميهم، ويجب أن نفرق بين رئيس ينتمي إلى فريق فلا نكرر الخطأ الذي ارتكبناه في العام 2016 ويجب أن ننتهي من هذه التسويات التي تؤدي في النهاية إلى أخطاء ارتكبناها في الماضي، وفي هذه المرحلة يجب أن يشعر الرئيس الجديد بأنه مدعوم من كل اللبنانيين وأنه لصالح لبنان".


وظهراً، استقبل الراعي رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب الدكتور جوزف طربيه مهنئا بالأعياد، وكانت مناسبة لعرض الأوضاع الاقتصادية والمالية. وقد استبقاه البطريرك الماروني إلى مائدة بكركي.


على صعيد آخر، يرأس الراعي في التاسعة والنصف من قبل ظهر غد الأربعاء، الاجتماع الدوري الشهري لمجلس المطارنة الموارنة في بكركي، وعلى جدول أعماله شؤون كنسية ووطنية.